الثلاثاء 2016/4/19
إضراب «البترول» شلّ البلد وخسائر بالملايين
المشهد العربي مأساوي وإسرائيل المستفيد الأول من الحصار في العراق وسورية
على إيران أن تتصرف بعقلانية وتشعر بما نشعر به من ضيق نتيجة تصرفاتها الحالية
بعد تنازل أوباما عن «رئاسة العالم» ودخلت روسيا آن الأوان أن نعتمد على أنفسنا
لا يمكن السيطرة على الإعلام ولو تمّ تشريع مليون قانون
اوضح النائب السابق محمد جاسم الصقر ان خوضه لانتخابات مجلس الامة 2017 من عدمه غير معلوم حتى الآن وكل ما كتب عنه في هذا الامر غير صحيح وانه لم يصرح بأي شيء في هذا القبيل قائلا: «انا ما ابي اعطي وعودا وارجع عنها».
وحول رأيه في اضراب البترول، قال الصقر: قد يكونون صادقين ويطالبون بحقوق او امتيازات ولكن «مو بهالشكل!».
وتابع خلال ندوة جماهيرية نظمتها اللجنة الثقافية بقسم الإعلام بجامعة الكويت واختلف معهم وأرفض الاضراب الشامل الذي يشل البلد ويتسبب في خسائر بالملايين وأقول لهم بقلب صادق: ما تفعلونه خطأ بحقكم قبل ان يكون خطأ في حق الكويت والمتعارف عليه ان الاضراب يكون جزئيا وفي اوقات محددة.
وفيما يخص رأيه في المشهد العربي السياسي حاليا، قال الصقر: بكل صراحة المشهد مأساوي فالحروب مستمرة في سورية والعراق واليمن وليبيا، موضحا ان اسرائيل هي المستفيد الاول من الحصار في العراق وسورية.
وأعرب الصقر عن عدم تفاؤله بالمرحلة القادمة سياسيا في الدول العربية قائلا ان الكوارث ستسمر وبشكل اكبر وبعدما تنازل الأخ اوباما عن صلاحياته كرئيس للعالم وبدأت روسيا في الدخول فقد ان الأوان ان نعتمد على انفسنا.
وتمنى الصقر ان تتصرف ايران بعقلانية وأن تشعر بما نشعر به من ضيق نتيجة تصرفاتها الحالية، مؤكدا انه في السياسة العربية هناك صعوبة في تقريب وجهات النظر.
وذكر الصقر انه يعمل حاليا في مجال السياسة الخارجية والاتصال الخارجي من خلال مجلس العلاقات العربية والدولية الذي قام بتأسيسه بعدما ترك البرلمان العربي وهو مجلس يعنى بالدفاع عن السياسة العربية من منطلق شعبي.
وأوضح انه كان رئيس تحرير جريدة القبس في الفترة من 1983-1999 مؤكدا ان الصحافة الكويتية قبل فترة الغزو العراقي تختلف كثيرا عما بعد التحرير، موضحا ان الصحافة الكويتية قبل فترة الغزو العراقي كانت صحافة محلية عربية اقليمية تضم كوكبة متميزة من الكتاب المحليين والعالميين، لافتا الى انه قام بتأسيس القبس الدولي عندما كان رئيس تحرير الزميلة «القبس» وكانت توزع نسخا بالآلاف يوميا في معظم الدول العربية.
ولفت الصقر الى ان الصحافة الكويتية قبل فترة الغزو كانت مفخرة وكانت صحافة خبرية وصحافة موقف.
متابعا: اما الصحافة الكويتية بعد فترة الغزو العراقي فقد انكفأت وأصبحت صحافة رأي والخبر فيها اصبح غير دقيق، موضحا ان من وجهة نظره ان الصحافة الحرة اهم بكثير من البرلمان.
وأفاد الصقر بأن الصحافة الكويتية وصلت في فترة من الفترات الى ان تصبح منبرا يخاطب من خلاله رؤساء وزعماء الدول والحكومات العربية والعالمية شعوبهم في الوقت الذي كانت فيه صحافة الدول الأخرى بيد السلطة او صحافة حكومية بل وانها لعبت دور الوسيط في معظم الأحداث.
ومن ناحية أخرى، اشار الصقر الى ان جريدة القبس ضُربت ضربة قوية بعد الغزو العراقي، فبعد ان كان هناك القبس المحلي والدولي وكان التفكير في القبس الاقليمي، سُرقت اجهزة الطباعة والماكينة والورق اثناء الغزو، ما جعلنا نوقف القبس الدولي بسبب الخسائر.
وذكر الصقر انه بعد فترة الغزو العراقي اصبح هناك «تقوقع» في الصحافة المحلية، ولم يعد الخبر العربي والكاتب العربي محل اهتمام القراء، وضعفت الإمكانيات وهبط مستوى الصحافة الكويتية كثيرا، وإن كانت تحاول اليوم استرداد مكانتها، لكن لا يمكن قياس الصحافة اليوم بصحافة ما قبل الغزو.
وأشار الى ان القارئ الكويتي اصبح لا يؤمن بالكثير من القضايا العربية، وهو غير ملام في ذلك نظرا لان صدام حسين دمر الشعور بالقومية العربية، وأصبح الكاتب المحلي والإقليمي لا يتناول القضايا الا من منطلق محلي.
وأكد الصقر ان المهنية والمصداقية في الصحافة الكويتية اليوم «قلت» بشكل ملحوظ، مؤكدا ان على كلية الاعلام اليوم مسؤولية تخريج اعلاميين قادرين على خوض المجال الاعلامي بجدارة.
وفي زاوية اخرى من زوايا حياة الصقر، تحدث عن فوزه بجائزة حرية الصحافة عام 1992 والتي حصل عليها لسببين هما نشره لمعلومات عن سرقة الناقلات ذلك الموضوع الذي احدث ضجة حينها، حيث قام بإرسال محرر من «رويترز» في جمهورية مصر العربية ليغطي حيثيات الحكم في فرنسا وإنجلترا، اما الامر الثاني: فعندما قام بنشر التشكيلات الجديدة في الجيش الكويتي وهو ما اعتبرته وزارة الدفاع خيانة وتسريبا لأخبار عسكرية، وتم تحويله الى محكمة امن الدولة والتي لو قامت بإدانته لكان حكم عليه بالإعدام او السجن المؤبد، ولكن تم تبليغه بأن مجلة حماة الوطن التي تصدر من وزارة الدفاع نشرت نفس الموضوع وبتفاصيل اكثر وحصل على البراءة، ولهذين السببين حصل الصقر على جائزة حرية الصحافة.
وعلى صعيد آخر، تحدث الصقر عن علاقته بالرياضة، قائلا انه من مشجعي منتخب انجلترا ومن محبي نادي ليفربول وتربطه علاقات قوية مع اعضاء مجلس ادارته.
وحول تأثير دور الاعلام الكويتي على الحركة السياسية، قال الصقر ان الاعلام بالتأكيد يؤثر سواء كان تأثيرا ايجابيا او سلبيا سواء في مجلس الامة او الوزراء او التكتلات السياسية وبالتالي التأثير يأتي من الإعلام القوي والصحافيين المؤثرين، مشيرا الى ان هناك الكثير من كتاب الرأي الذين لهم دور في التأثير على القراء.
وحول رأيه في قوانين الاعلام الحالية، قال الصقر: ذكرتها من 15 سنة وأكررها اليوم.. لا يمكن السيطرة على الاعلام ولو تم تشريع مليون قانون، فعلى سبيل المثال هناك كتاب في «تويتر» يكتبون خارج الكويت كيف ستتم السيطرة عليهم او على الحسابات الوهمية؟
ومن جانب آخر، تحدث الصقر عن تجربته في البرلمان العربي، موضحا انه ترأس البرلمان لدورتين متتاليتين، ولكن بعد ذلك رفض الترشح وتقدم باستقالته.
قائلا: التفاصيل كثيرة ولكن لا يمكن التحدث عنها في العلن لأنها «محرجة».
لقطات من الندوة
٭ قال الصقر انه ينام كل ليلة صحافيا وليس سياسيا.
٭ الرسالة وصلت: قال الصقر: كنا في بغداد عام 1989 وكانت لدي علاقات قوية مع الحكومة العراقية قبل فترة الغزو وبعد وصولنا بيوم واحد جاءنا خالد الحجرف وهو مدير مكتب الشيخ سعد يخبرني بأن الشيخ يريدني فذهبت الى قصر الضيافة، وقال لي: ابيك توصل رسالة عن طريق جماعتك الى صدام بان يتم تحديد الحدود قبل عودتنا الى الكويت، متابعا: واشرت له ان هناك سماعات فقال له الشيخ سعد: «انا ابيهم يسمعون» وبعدما خرجت قمت بالاتصال بوكيل وزارة الخارجية العراقية آنذاك نور الويس وقال لي: «يا بوعبدالله الرسالة وصلت».
٭ كلام طيب بمنزلة اعتذار من الملك حسين للكويت: بعد فترة الغزو تلقيت اتصالا من ايمن المجالي «رئيس الديوان الملكي الاردني آنذاك» يخبرني بأن الملك حسين سيسافر الى الولايات المتحدة الأميركية بعد يومين، وأن لديه رغبة في أن اجري معه حوارا صحافيا.
متابعا: وكان قبل ذلك بأسبوعين الزميل احمد الجار الله قد اجرى مقابلة مع الملك حسين ومنعت من النشر وكنت لا اريد تكرار نفس الامر فطلبت مقابلة الشيخ سعد العبدالله وعرضت عليه الموضوع، وفي البداية رفض وبشدة، ولكن قمت بإقناعه بأنني سأجعل الملك حسين «يتكلم كلاما طيبا» بحقك وحق سمو الأمير ولا توجد عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وإن كان الاردن اتخذ موقفا واعتبرناه من دول الضد فالأردن اليوم لديه رغبة في العودة «للحظيرة العربية» فاجعلنا نكون فاتحة خير.
وبعد مناقشة طويلة، قال لي الشيخ سعد هل ستجعل الملك حسين يتحدث كلاما طيبا ويعتذر، فأجبته قائلا: «اعتذار لن يعتذروا، لكن الكلام الطيب الذي سيقوله الملك حسين بمنزلة اعتذار! ووافق الشيخ سعد وذهبت وأجريت اللقاء والملك حسين تكلم كلاما من اجمل ما يكون عن الكويت، وبعد عودتي الى الكويت ارسل الملك حسين برقيات تهنئة لسمو الأمير وولي عهده الأمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وتغير المشهد وتحولت الأردن من اعتبارها من دول الضد الى اكبر حليف لنا خارج دول الخليج هي وجمهورية مصر العريبة والمغرب.
٭ مقابلة حافظ الأسد: ذكر الصقر انه في اعقاب الحرب العراقية ـ الايرانية كانت العلاقة سيئة جدا بين صدام حسين وحافظ الاسد وكنت قد اجريت مقابلة صحافية مع صدام حسين هاجم فيها الاسد وبعدها ابلغني السفير السوري برغبة حافظ الاسد في أن اجري معه مقابلة صحافية وبالفعل ذهبت الى دمشق وأجريت المقابلة التي استمرت لمدة 6 ساعات كانت معظمها ردودا على ما جاء في مقابلة صدام حسين.
٭ تهديدات: تحدث محمد الصقر عن التهديدات التي تلقاها اثناء مسيرته الصحافية والتي كان ابرزها التهديد الذي وصله بعد اغتيال ناجي العلي وحينها كان برفقة مشاري العنجري في جنوب فرنسا وطلبوا منه تنفيذ اجراءات معينة لحمايته لأنه قد يكون هو الرجل الثاني المطلوب.
وقال: لم اكن خائفا على نفسي ولكن لم ارغب في تعريض حياة زوجتي وأولادي للخطر.
٭ الشاعر أحمد مطر: تحدث محمد الصقر عن الشاعر احمد مطر معتبرا اياه من افضل الشعراء العرب، موضحا انه عندما كان رئيسا لتحرير القبس عام 1983 كان مطر رئيس القسم الثقافي ولكن لم يأخذ دوره في «القبس» بما جعل الصقر يدعمه وينشر كتاباته على الصفحة الأولى لأنه يستحق، مؤكدا ان من طلب ابعاده عن البلاد هو السفير العراقي حينها ولكن الصقر عينه في المكاتب الخارجية للقبس، موضحا انه بعد شهرين سيعود مطر للكتابة.
٭ غلبت حسني مبارك في الاسكواش: سرد الصقر قصته مع الاسكواش قائلا: في احد اللقاءات التي اجريتها مع الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك وبعد انتهاء المقابلة سألته هل لعبت الاسكواش مع الشيخ سالم؟ فرد قائلا: اه في المسيلة وغلبته.
وسألني مبارك: انت بتعرف تلعب اسكواش؟ فأجبته نعم، فقالي لي ستلعب معي اليوم وكان موعد طائرتي الساعة 6 مساء وبالفعل حدد موعدا الساعة 3 عصرا على ملعب الكلية العكسرية، وأحضر لي ملابس الاسكواش وذهبت ووجدت جمهورا غفيرا في الملعب لتشجيع الرئيس وكان الحكم في المباراة ضابطا وغلبت الرئيس في الشوط الاول، فجاءني الحكم ليخبرني بانني العب مع الرئيس، فجعلته يغلبني في الشوط الثاني، ولكن في النهاية فزت، فقال لي مبارك: «دا انت نيلة» وقال لي الضابط: «هذا الكلام مش للنشر» فقلت له ان شاء الله، وأول ما وصلت الكويت وضعته بالصفحة الأولى.
رددت الأنباء أن اجتماعا وصف بأنه " غير رسمي " يضم الرئيس أوباما وعدداً من ...