سعود الفصيل فارس الديبلوماسية... سياسة في حضرة الأخلاق

سعود الفصيل فارس الديبلوماسية... سياسة في حضرة الأخلاق
صباح الخالد كشف في أمسية مجلس العلاقات العربية والدولية لتكريم الفقيد قرب إطلاق اسمه على معلم رئيسي في الكويت


محليات - الخميس، 3 ديسمبر 2015
| كتب حمد العازمي وبشاير العجمي | - الراي


• صباح الخالد: الراحل كان عضداً لأخيه ورفيق دربه صاحب السمو أمير البلاد خلال فترة الغزو
• لن ننسى ما ردده مع بداية الغزو: لن يغمض لنا جفن حتى تعود الكويت لأصحابها...رغم أنف الغزاة الحاقدين
• أروقة الأمم المتحدة والمحافل الدولية ستظل تستذكر دوره البارز لإشاعة قيم السلام والتعاون بين دول وشعوب العالم
• محمد الصقر في رسالة إلى الفقيد: كنتم لأمتكم الابن البار ومثار الفخار وكنتم لقضاياها أشرف سفير وأنبل نصير
• الراحل قال في وصيته الأخيرة: لقد مارست دائماً قوة الديبلوماسية ولكنني أشتاق أحياناً إلى ديبلوماسية القوة«السياسة في حضرة الأخلاق» شعارٌ لأمسية استذكرت فيها الكويت دور رمز من رموز الديبلوماسية الدولية وأحد أبرز فرسانها، رجل دولة كانت أخلاقه وما زالت شموعا لطالما اهتدى بها الحاضرون خلال مسيرتهم في السياسة الدولية ودهاليزها، ديبلوماسي محنك كان خير عضد وسند لأخيه ورفيق دربه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إبان محنة الاحتلال الغاشم، إنه صاحب السمو الملكي الراحل وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل.

جاءت الأمسية التي أقامها مجلس العلاقات العربية والدولية مساء أول من أمس تحت عنوان «السياسة في حضرة الأخلاق» تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وافتتحها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح لتأبين الراحل الكبير، نقطة ضوء سلطت شعاعها على مناقب الرجل، ودوره العظيم طوال مسيرته في قضايا الامتين العربية والإسلامية.

وفي هذا السياق، أعلن النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ان «مجلس الوزراء أصدر قرارا بإطلاق اسم صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل على معلم رئيسي في الكويت تقديرا وتخليدا للمسيرة العطرة لهذا الرجل، وإسهاماته المشهودة وطنيا وخليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، وعرفانا ايضا لمواقفه البطولية تجاه دولة الكويت وشعبها»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «وزارة الخارجية تعكف حاليا على تحديد واختيار أنسبها، لتعبر عن مكانة هذه القامة العالية».

وأكد الخالد ان «الكويت تستذكر وبكامل التقدير والاعتزاز الدور الفاعل والشجاع الذي لعبه الأمير سعود الفيصل الذي اعتبره رمزاً من رموز الديبلوماسية الدولية وأحد أبرز فرسانها في نصرة أهله وإخوانه في الكويت إبان محنة الاحتلال البغيضة»، وذكر أن «الراحل كان عضداً وسنداً لأخيه ورفيق دربه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية خلال فترة الغزو، والكويتيون لن ينسوا ما ذكره وردده الأمير سعود منذ الأيام الأولى للغزو عندما قال: لن يغمض لنا جفن حتى تعود الكويت لأصحابها والكويت ستتحرر رغم أنف الغزاة الحاقدين».

وبين أن «الراحل كان من بين الدعاة الكبار للتلاحم الخليجي، حيث كان يمثل رافدا أساسيا للعمل العربي المشترك، وكان أيضا من دعاة تطوير الإمكانيات الدفاعية الخليجية وعدم الركون فقط إلى التحالفات الدولية انطلاقا من قراءته الثاقبة للسياسة الدولية وتقلباتها»، مضيفا أن «الفيصل ادرك منذ المراحل المبكرة لتسلمه راية قيادة الديبلوماسية السعودية الدور المهم والمسؤوليات الجسام التي تقع على كاهل بلاده، وخصوصا أنه نشأ في كنف وزير الخارجية المؤسس للسياسة الخارجية السعودية المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، الذي وضع اللبنات الأساس للسياسة الخارجية للملكة، وعلى مختلف الصعد العربية والإسلامية والدولية».

وأشار الخالد إلى ان «الفيصل كان على المستوى العربي يحمل هموم العرب وقضاياهم في قلبه وفكره، واكد ان القضية الفلسطينية كانت مستقرة في وجدانه، حيث كرس مكانته الدولية في الدفاع عنها، وكان ايضا من أبرز الدعاة لمبادرة السلام العربية»، مضيفا ان «الفيصل كان يخاطب العالم قائلاً: إذا لم تقدم هذه المبادرة الأمن لإسرائيل، أؤكد لكم أن فوهة البندقية لن تقدم لها الأمن المنشود».

وأضاف ان «الدعوة المتواصلة للأمير سعود الفيصل لإحداث الإصلاحات والتطوير المطلوبين في عمل ومؤسسات جامعة الدول العربية كانت تعكس إيمانه بأهمية وجدوى العمل العربي المشترك، وكان يعبر بحرص وباستمرار عن الدور البارز لبلاده في إطار منظمة التعاون الإسلامي»، مشددا على ان «أروقة الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية ستظل تستذكر الدور البارز والمؤثر الذي لعبه عبر مسيرته الزاخرة في العمل من أجل إشاعة قيّم السلام والتعاون بين دول وشعوب العالم».

واعتبر الخالد ان «مبادرة مجلس العلاقات العربية والدولية بإقامة هذا الحفل التكريمي المستحق وتحت شعار السياسة في حضرة الأخلاق تدل على إدراك عميق وتقدير معبر من قبل المجلس لمن أفنوا جل حياتهم في خدمة الأمة والتعبير عن مصالحها والدفاع عن قضاياها، وخصوصا ان الحديث عن الأمير سعود الفيصل هو بالضرورة استحضار لحنكة السياسة ولكريم الأخلاق»، واصفا في الوقت نفسه الفيصل بـ«السياسي المحنك الذي جمع بين الحكمة والرأي السديد في مختلف مراحل قيادته للسياسة الخارجية لبلاده ولأربعة عقود متواصلة».

وقال: «لقد حظيت في السنوات الأخيرة بشرف التعامل المباشر مع المغفور له بإذن الله الأمير سعود الفيصل، ولمست كم كان أصيلاً بمناقبه وأخلاقه، سخياً ببذله وعطائه، عظيماً بمواقفه وآرائه، متفرداً بديبلوماسيته وريادته، أسس، بموسوعية علمه وثقافته وسداد حكمته وذكائه، مدرسة راسخة في السياسة والديبلوماسية، أفنى جُل حياته الغنية في خدمة الدين والوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، والإسهام في تعزيز السلام العالمي».

وذكر الخالد أنه منذ تشرف بثقة سمو أمير البلاد، وجد من المغفور له بإذن الله، كامل الدعم ووافر النصح والمشورة، «وكان ذا مواقف واضحة وصلبة، يقول ما يملي عليه ضميره ومصلحة بلاده وأمته، وقد رفع، بغزير عطائه من معايير الديبلوماسية الخليجية والعربية، وارتقى بفكرة العمل الديبلوماسي من كونه مهمة إلى رسالة نبيلة يحملها الديبلوماسي للدفاع عن مشاغل بلاده والحفاظ على مصالحها العليا».

من جهته، وصف رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر، الفقيد بأنه «صاحب حس اخلاقي مسرف الرهف نقي الطرف شفيق القصد يفرض الثقة وينتزع الاحترام ويبسط من حوله سعة المنافسة وسماح الاختلاف»، مبينا انه «استطاع من خلال تلك الصفات طوال اربعة عقود من التداعي السياسي العربي ومن السقوط الاخلاقي الغربي ان يبقى عصياً على هذا وذلك»، مضيفا: «تُرى هل يورث الحس الاخلاقي اباً عن جد ام انها التربية الراقية ايضاً هي التي جعلت من ايقونة الديبلوماسية العربية حازماً بأدب صلباً بابتسام ثابتاً بكياسة، يحترم نفسه بترفع نبيل، ويحترم الآخر بتواضع رفيع ويواصل مشواره بكل حماس واخلاص رغم ارتعاشات الزمن واوجاع الجسد ودون ان يفقد يوماً نفاذ الرؤية ونفوذ الرأي».

واستعرض الصقر وصية الراحل الاخيرة التي قال فيها «لقد مارست دائماً قوة الديبلوماسية، ولكنني اشتاق أحياناً الى ديبلوماسية القوة، فنحن العرب نعيش اليوم خواء استراتيجياً جعل العالم يستضعفنا، فيبدد ثرواتنا ويسرق مياهنا ويستبيح امننا، لقد اخذوا الجزر وفصلوا غزة وأضاعوا العراق وأبعدوا سورية ومزقوا ليبيا ومكروا باليمن، وأصبح أملنا باستعادة ما فقدناه مرهوناً بحماية مصر فحافظوا على مصر حافظوا على مصر».

وتابع في نفس السياق: «اكاد اسمع فقيه الديبلوماسية السعودية وفقيدها سعود الفيصل يخاطب لقاءنا كما سبق ان خاطب الجنادرية حين قال: ان آليات الاصلاح الشامل وتحقيق المشاركة السياسة يجب ان تنبثق من قيم المجتمع ويجب ان تتسق مع احتياجاته ومبادئه، اما استيراد النماذج الجاهزة المنبثقة عن تجارب الاخرين فهو خيار اثبت فشله، والمشاركة السياسية الحقيقية تتطلب تعميماً للحريات الفكرية والاعلامية وحفظاً للحقوق الفردية وحقوق الاقليات وتأسيساً للمجتمع المدني الوطني المتجاوز للعصبيات فضلاً عن تصحيح نظرتنا نحو الآخر والتعامل معه متحررين من عقدة الاضطهاد ومن نزعة الاستعلاء في انٍ معاً».

وقال الصقر: «بعد اربعين عاما من العمل الذي اجتمعت له عبقرية الموهبة وكفاءة المجهود ترجل فارس الديبلوماسية السعودية عن المنصب الوزاري دون ان يستريح من همومه»، مضيفا «في ذلك اليوم شعرنا في مجلس العلاقات العربية والدولية اول من يجب عليهم تكريم هذا الرجل النبيل واولى من يحق لهم ان يحظوا بهذا الامتياز».

وزاد: «بدأنا فعلاً التحضير لحفل يقام بعيد شهر رمضان الفائت تكريماً لصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وبحضوره غير ان مشيئة الله قضت بغير ذلك اذ رحل الامير الحليل دون ان نقول له ما لا يجهل عن اعجابنا بكفاءته واحترامنا لشمائله وعرفاننا بفضله، ورغم جلل المصاب فإن لقاءنا ليس تأبيناً او مجلس عزاء وليس تكريماً او وقفة وداع بل مبادرة وفاء لأمير عز مثل وفائه لوطنه وامته ودينه، ولقاؤنا تظاهرة احتفاء بالقيمة التي يمثلها الفقيد بسيرته ومسيرته».

واشار إلى ان «لقاءنا بالكويت البلد الذي خدمه سعود الفيصل كما خدم وطنه والشعب الذي احبه كما احبه اهله والدولة التي يقودها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الذي تسنم عمادة الديبلوماسية العالمية ربع قرن او يكاد، وخبر مسارب العلاقات الدولية وسرابها وشهد مشقة الالتزام بالصدق في مواجهة دهاليزها ومنعطفاتها متقدماً بالشكر لسمو الامير وسمو ولي عهده للتوجيهات باحتضان هذا الحفل ولسمو رئيس مجلس الوزراء لرعايته اللقاء».

واختتم الصقر كلمته موجها رسالة إلى الفقيد بالقول: «كنتم لأمتكم الابن البار ومثار الاعتزاز والفخار وكنتم لقضاياها اشرف سفير واصدق مكافح وانبل نصير وكنتم خير من يتمسك بعقيدته الاسلامية بعمق، كما كنتم نموذجاً للفرد المبدع باعتباره القاطرة الحقيقية التي تقود عربة التاريخ الى الامام».

تركي الفيصل: الراحل الكبير تعلّم من والده أن السياسة لا تعني النفاق بل هي قول الحق


استعرض صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل شقيق الراحل الكبير، عددا من مواقف الراحل في عدة مناسبات منها، واصفا إياه بـ«صادق الكلمة، واوضح التعبير، لا يوارب، ولا يدلس، وتعلم من والده أن السياسة لا تعني النفاق بل هي قول الحق»، مثمنا «مبادرة مجلس العلاقات بدعوة الراحل قبل وفاته بيومين حيث قال فور إبلاغه بها سأفكر في الأمر بعد العيد إلى أن وافته المنية».

وعن مواقف الفقيد، ذكر ما كان منه إبان الغزو العراقي وغيرها حيث قال: «وفي احدى جلسات مجلس الجامعة لرأب الصدع بعد تدهور الأوضاع في سورية، وكذلك في مؤتمر القمة العربي في شرم الشيخ عندما فند ادعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن وقوفه مع العرب، وكذلك أيضاً عندما شبه حال الأمة العربية بحالته الصحية في إحدى جلسات مجلس الشورى، فضلا عن تعليقه على أوضاع اليمن بقوله: نحن لسنا دعاة حرب ولكن اذا قرعت طبولها فنحن لها».

واستعان الامير تركي بحديث الراحل في الأمم المتحدة بعد الغزو العراقي على الكويت عام 1990 حينما قال «إن الكارثة اهمتنا وعصفت بالمنطقة أحداثا لم تكن على البال»، لافتا إلى توصيف الفقيد للحالة التي وصلت إليها الامة بعد واقعة الغزو حين قال في كلمته بالأمم المتحدة «نلتقي اليوم من فوق هذا المنبر العالمي، يعتصرنا الألم لما تتعرض له دولة شقيقة هي الكويت».

ووصف غزو الرئيس العراقي البائد للكويت بـ«الفعلة النكراء التي أودت بعالمنا العربي إلى ما نحن به الآن من مسلسل أحداث منتظم في خيط منسق حتى الأعمى يراه»، لافتا إلى أن «هذه الكلمات تشهد على بعد نظر الراحل وثوابت إيمانه بدينه وعروبته».

واكد أن «المملكة لا تنكث بالوعد ولا ترتضي بالوعيد، انطلاقا من أخلاقنا الأصيلة ومبادئنا السمحة»، معربا عن ألمه «أن تتحول الأنظار عن انتفاضة الشعب الفلسطيني»ـ مشددا في الوقت نفسه على أن «التزام المملكة نحو شعب فلسطين ليس وليد اليوم أو الأمس ولكنه منذ اللحظة الأولى وسيستمر تلاحمنا إلى أن يكتب له النصر».

موسى: ديبلوماسيته مدرسة يركن إليها العرب في الأزمات


قال الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسي «الامير سعود الفيصل ترك وراءه صرحاً ضخماً، وديبلوماسية نشطة، وسياسة فاعلة، وأعطى لصورة المملكة إطارا من الاحترام والتقدير»، لافتا إلى أن الديبلوماسية التي اعتمدها هي «ديبلوماسية يستطيع العرب جميعا أن يركنوا إليها وإلى كفاءتها خصوصا في زمن الأزمات».

ووصف موسى في كلمته الفيصل بـ«الرمز العربي الذي يجب ان يكون عليه القائد والمسؤول العربي»، قائلا: «كان بالفعل بالنسبة لنا جميعاً رجلا أميرا يجمع بين الشهامة والمقدرة، والكياسة، والكبرياء، والترفع، والتواضع، كان أميراً صاحب سمو أخلاقي أحبه الناس واطمأنوا لوجوده بينهم، وحزنوا بالفعل لفراقه».

واكد ان الراحل «لديه قدرات على منح الجو العربي الصاخب دائما لحظات من الهدوء الذي يُمكِّن من الإنجاز ومن التوصل إلى التوافق في الرأي»، مستذكرا ديبلوماسية الفيصل «حين طرح الراحل الكبير الملك عبدالله خادم الحرمين مبادرته للسلام وتسوية القضية الفلسطينية، حيث صاغ الفيصل مع الجامعة العربية هذه المبادرة، وتفاوض مع كل وفد عربي ليضمن مساندته الكاملة، كما كانت مفاوضاته مع سورية وليبيا متعبة في حد ذاتها حتى وافق الوفد السوري وصمت الوفد الليبي».

ورأى أن «المبادرة الشهيرة التي أعلنها الراحل المتعلقة بتكامل العمل النووي العربي في إطار الاستخدامات السلمية للطاقة النووية من خلال ايجاد بنك عربي للأنشطة النووية يستند إليه كل نشاط عربي نووي سلمي ليستفيد منه الجميع ويتقدم به الجميع ولا تزال قائمة».

وأكد موسى ان «الراحل كان مهندس سياسة استخدام النفط كورقة من أوراق القوة العربية إبان حرب أكتوبر».

السنيورة: مثّل منذ الثمانينات لسان العرب في المحافل الدولية


اعتبر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل «منذ ثمانينات القرن الماضي لسان العرب في المحافل الدولية، اذا تكلم قيل ان ماقاله هو قول العرب ورأيهم»، لافتا إلى ان «الراحل كان دائما يشدد على ضرورة استعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة والتأكيد على امن المنطقة».

واشار في حفل التأبين إلى انه «بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 جاء الراحل مع زملائه وزراء خارجية الدول العربية لدعم لبنان واعادة بناء ما دمره العدوان، وهذا الموقف الثابت هو ما كانت تلتزم به المملكة دائما تجاه لبنان»، مؤكدا أن «المملكة اسهمت من خلال الديبلوماسية القوية والقادرة في دفع العدوان بجانب الكويت وقطر وسلطنة عمان الذين دعموا جميعا لبنان، حيث قدمت المملكة بمفردها مليار دولار لاعادة الاعمار بعد العدوان الاسرائيلي، علاوة عن الجهد الكبير الذي بذله الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز والامير الراحل سعود الفيصل والملك سلمان حين كان ولياً للعهد في تصحيح العلاقات مع سورية بعد خروج جيشها من لبنان».

وتابع: «إذا كنا نذكر هذين الموقفين المشرفين للامير سعود الفيصل فلنذكر له موقفه في عقد اتفاق الطائف وموقف اشهر واجل في العام 2002 إلى جانب ولي العهد السعودي انذاك الامير عبدالله بن عبدالعزيز الذي اعلن في مؤتمر القمة في بيروت المبادرة العربية للسلام لنصرة حق الشعب الفلسطيني في ارضه ودولته وخلاصه من الاحتلال»، لافتا إلى ان «تلك المبادرة لا تزال عصية على التجاهل رغم كل ما يحصل وحصل».

وذكر السنيورة أن «اللبنانيين كانوا بين اوائل العرب الذين ادركوا الجديد الذي اتى مع الامير سعود الفيصل إلى السياسة والخارجية السعودية تجاه القضايا العربية، فبعد أن اندلعت الحرب الاهلية اللبنانية في 1975 على وقع قضيتي الوجود الفلسطيني في لبنان والتأزم السياسي الداخلي للوضع اللبناني وفي 1976 لم يكن قد انقضى على الامير سعود الفيصل سوى 8 اشهر في وزارة الخارجية، واتى إلى لبنان مع وزراء خارجية عرب آخرين في مسعى لإرسال قوات سلام عربية وانهاء الحرب الدائرة».

ولفت إلى ان «اللبنانيين لجأوا إلى المملكة في مختلف مشاكلهم ومنها اتفاق الطائف الذي اوقف الحرب الاهلية وأعاد لبنان إلى المرحلة الصحيحة وها هي تتقدم اليوم لانقاذ اليمن وتسعى لانقاذ سورية في مواجهة هذا الارهاب والتدخلات الخارجية من قبل ايران وغيرها»، لافتا إلى ان «الامير سعود الفيصل شارك في صناعة السياسة الخارجية السعودية على مدى اربعة عقود ودورها المحوري في السياسات العربية والدولية».

أحدث القضايا

المزيد من القضايا >>