الجلسة الثالثة ( الجزء 2 ) بعنوان الوطن العربي ودول الجوار ظهر يوم 12 فبراير 2013

انطلقت فعاليات الجزء الثاني من الجلسة الثالثة والاخيرة برئاسة وزير الخارجية السابق الشيخ محمد الصباح، تحت عنوان "الوطن العربي ودول الجوار".

1 – هنري سيجمان

وتحدث فيها رئيس مشروع الشرق الاوسط بالولايات المتحدة الاميركية هنري سيجمان وقال: "اريد التحدث عن الخطة التي سيأتي بها اوباما حين زيارته لاسرائيل قريبا"، موضحا ان "المشكلة ان النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني لم يحل بسبب استمرار النزاع، ولابد ان يأتي الرئيس أوباما بكل عزم وإصرار لحل النزاع، وسترون من خلال كلمتي أنني لست متفائلا بحل النزاع وحتى أكثر الناس تفاؤلا لا يستطيع أن يقول ان هناك حلا وقد تنتعش عملية السلام بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وخيار الدولتين مازال قائما وحل النزاع بين العرب والاسرائيل".

وأفاد بأن "أسباب الفشل في التعاطي مع هذا النزاع تعود إلى التعاطي السابق بطريقة مختلفة مع إسرائيل، ولسوء الحظ لم يتحقق مع أي رئيس أميركي سابق".

تبادل الأراضي

وأشار الى القمة بين عرفات وباراك التي تكلمت عن تبادل بين الاراضي "ونجد باراك وافق على تشاطر القدس وهذا ما قرب بين الاطراف، واستمرت المفاوضات ولم يعترفوا بحدود 1967 وهذا كان يزعج باراك، والاسرائيليون كان يرون أن هذه الامور واضحة وقادتها يسمونها أراضي إسرائيل المقدسة".

وزاد أن "الوثائق الاساسية التي تتكلم عن هذه المفاوضات لم يكن فيها أي احتجاج من اللجنة الرباعية، ولا أعرف ان كان عباس ينتهج هذه السياسية، وإسرائيل تبقى قلقة على الدعم المالي الذي تريد الحصول عليه من الولايات المتحدة، وباراك لا يخشى من ذلك اذ لديه نفوذ في أميركا".

وأفاد سيجمان بأن "اسرائيل مازالت تجد صعوبات في بناء المستوطنات، والامكانية الوحيدة هي قيام أميركا بعدم الدفاع عن اسرائيل في المنتديات والاعلام، لكن هذا الخيار مستبعد، والكل يعتقد أن استمرار عدم الاستقرار يعود الى فشل المفاوضات سابقا وأرى ان أي مفاوضات قادمة لن تنجح إلا بمشاركة مجلس الامن".

2 – الدكتور مصطفى البرغوتي

من جانبه قال وزير الاعلام السابق في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ان "المؤتمر ملأ فراغا فكريا وكنا نحتاج اليه خلال هذه الفترة لما يحتوي من نقاشات في قضايا تهم الوطن العربي".

واضاف البرغوثي ان العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية لها ثلاثة ابعاد هي العربي، والفلسطيني، والدولي، لافتا الى ان هناك تماسا مباشرا في موضوع اسرائيل، وانها تعد دولة تمييز عنصري، والبعد الفلسطيني هو بوابة العلاقات بين اسرئيل والعرب، موضحا ان هذا العمق له تأثير مباشر على عملية السلام خاصة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وزاد ذلك بعد توقيع اتفاقية اوسلو التي تعتبر فخا كبيرا للفلسطينيين.

واشار الى ان اسرائيل لا تعتمد فقط على تكريس التطهير العرقي الذي بدأت به عام 1948، بل تواصل العملية الاستيطانية في الضفة الغربية والتطهير العرقي وتقضي بذلك على اخر فرصة للحل الدولي، مبينا ان عملية السلام اصبحت آلية لكسب الوقت لاسرائيل للتهويد، ومن الصعب فهم ما يجري دون النظر الى الخريطة.

وبين "اننا عندما نتحدث عن حل الدولتين يجب النظر الى ما يجري اذ ان 15% من مساحة فلسطين عبارة عن كانتونات ومعازل، فهناك امتداد للجدار العازل الذي جعل المناطق الفلسطينية منعزلة بشكل اكبر"، لافتا الى ان الجدار العازل اسوأ من جدار برلين بحيث يحيط بالمناطق جميعها ولا يترك الا منفذا واحدا للدخول والخروج، موضحا ان الجيش الاسرائيلي عندما يريد يغلق هذه البوابة.

عملية السلام

وذكر البرغوثي ان "الحديث عن عملية السلام في ظل الاستيطان هو ضلال للنفس، وبدون القدس لن توجد دولة فلسطين"، مضيفا ان "واقع المجتمع الاسرائيلي مقسم الى قسمين جزء يرى عدم القبول بالدولة الفلسطينية والجزء الثاني يرى انه لا توجد مشكلة اساسا في قيام دولة فلسطين"، موضحا ان ابرز وأنبل ظاهرة هي المقاومة الشعبية الفلسطينية التي قامت بكشف وتعرية الاسرائيليين، لافتا الى ان هذا التحدي للمقاومة هو تحد قائم ومستمر.

وأضاف ان "هذه المرحلة هي مرحلة كفاح ونضال لتحويل ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني، فيما المسألة السياسية تقررها موازين القوى، من خلال المقاومة الشعبية وبناء مراكز تضامن عالمية وفرض العقوبات على اسرائيل كما حدث في جنوب افريقيا، ولن تكون الولايات المتحدة اول من يقبل بذلك".

وقال "اننا في فلسطين نعيش معركة من اجل الوجود وحق بقاء الفلسطينيين قبل ان يصبحوا مهجرين مرة اخرى، وذلك نتيجة تردي الوضع الاقتصادي الذي تمر به فلسطين".

مصر بعد الثورة

واشار البرغوثي الى ان "لاسرائيل تحالفات قديمة مع ايران وتركيا وخسرتها بسبب التغيرات، كما انها خسرت علاقتها مع مصر بعد الثورة"، داعيا الى ان يكون الوجود العربي فعالا ومؤثرا في المعادلة الدولية.

وبين ان "رؤية اسرائيل للوضع الاقليمي تقوم على الهيمنة العسكرية ولديها اقوى جيش، ورغم ذلك فانها تروج انها في حالة خطر امني وهذا كذب، وهدفه انتزاع مساعدات عسكرية بشكل مستمر"، لافتا الى ان معاناة الجيش الاسرائيلي خلال السنوات العشر الماضية هي تعرض الجنود لحالات انتحار فاقت 278 حالة، وحوادث الطرق الارضية والقتال 5 فقط".

واشار الى ان "اسرائيل تحاول ان تكون قوة اقتصادية وتكنولوجية مهيمنة وتحاول ايضا فرض سيطرة استراتيجية على المنطقة بالاضافة الى دفع الولايات المتحدة الاميركية الى اتباع سياسة الاحتواء المزدوجة، فهم يحاولون تدمير سورية ومصر والعراق"، لافتا الى ان "اسرائيل تحاول ايضا العبث بمصادر المياه مثل نهر النيل في العمق الافريقي، وعلى الجميع ان يدرك ان اسرائيل خطر على كل دول المنطقة".

وأضاف البرغوثي ان "اسرائيل لم تر انها جزء من المنطقة بل انها جزء من الغرب في العالم العربي"، لافتا الى ان "المنافس الرئيسي لنا جميعا هو اسرائيل، خاصة انها تستمر في التسلح"، مؤيدا انشاء وكالة انباء عربية لعرض الرؤية بشكل اوضح، مبينا ان "اسرائيل تدعي انها اكثر دولة ديمقراطية في المنطقة، لكن ليعلم الجميع ان هذه الديمقراطية فقط لفئة محددة دينيا وعنصريا وما يجري فيها تمييز لا علاقة له بالديمقراطية".

3 – معالي الاستاذ عمرو موسى

من جانبه دعا الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى انشاء دولة فلسطينية - اسرائيلية موحدة، تحت الفصل السابع من الامم المتحدة، وليست كما طرحها القذافي من انشاء كيان اسمه "اسراطين"، لافتا الى ان عملية السلام كانت خدعة، مضيفا اننا نسمع دائما اراء متحررة من رؤساء الولايات المتحدة الاميركية في الولاية الثانية، حيث يتحرر الرئيس من الضغوط والقيود، لكن هذا الكلام اصبح غير مقنع.

واضاف موسى ان ما يحدث في واشنطن وتل ابيب جزء من النصب السياسي، موضحا ان ما يضعف القضية الفلسطينية هو الخلاف الفلسطيني، وفي حال استمر هذا الخلاف سيستمر الضعف الفلسطيني، مؤكدا ان الامن العربي والاقليمي يتطلب حل هذه القضية بشكل جذري، لافتا الى ان اميركا لم تكن وسيطا نزيها في القضية الفلسطينية فهي منحازة لاسرائيل بنسبة 100%، داعيا الى ان يكون هناك موقف عربي واحد خاصة ان الشرق الاوسط يعاد تشكيله الان، مشددا على ان غياب مصر اثر كثيرا على حل هذه القضية، متمنيا الا يطول هذا الغياب.

واشار الى ان "الشرق الاوسط يتغير وهناك لاعب نشيط هو تركيا ولاعب اخر هو ايران في ظل غياب مصر"، مؤكدا ان شرط دخول اسرائيل في الشرق الاوسط هو حل القضية الفلسطينية وهذه رسالة يجب ان تكون واضحة، وهناك تغير جذري ولا يمكن ان تعود هذه التغيرات الى الخلف.

واكد موسى ان الديمقراطية ليست صندوقا انتخابيا فقط بل هي حقوق انسانية، وهي غير موجودة في اسرائيل، واصفا الديمقراطية الاسرائيلية بالديمقراطية الناقصة.

4 – الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل

العلاقات العربية - الإفريقية

من جهته، قال وزير الاستثمار في جمهورية السودان د. مصطفى عثمان ان العلاقات العربية - الافريقية كانت وثيقة وتاريخية حيث دعمت الدول العربية حركات التحرر الافريقية خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرا الى ان فترة ما بعد حرب اكتوبر 1973 تميزت بتوالي قطع الدول الافريقية علاقتها مع اسرائيل، لكن هذه المرحلة لم تستمر طويلا.

وأضاف عثمان ان "ما حدث من ثورات في العالم العربي وعدم وضوح السياسات الخارجية لهذه الدول، يؤكد اننا في مرحلة من اعقد المراحل التي تشهدها القارة الافريقية"، موضحا ان العلاقات الاقتصادية بدأت علاقات عادية مع الدول العربية، لافتا الى ان افريقيا طلقت الانقلابات العسكرية وبدأت تتجه نحو النمو الاقتصادي.

ولفت الى ان "هناك عوامل كثيرة مشتركة بين القارة الافريقية والدول العربية مثل الدين الاسلامي ووجود 300 مليون عربي"، مشددا على ان "هناك وعيا بان اسرائيل ساهمت بشكل كبير في تمزيق العلاقات الافريقية - العربية".

واضاف ان "ما نشهده من انجذاب افريقي للصين اصبح واضحا ومنتشرا في جميع دول افريقيا"، مؤكدا "اننا بحاجة الى وضع استراتيجية سياسية واقتصادية واحدة، ووضع حد ادنى للتفاهم العربي - الافريقي"، داعيا الى استغلال نقاط الالتقاء مع الدول العربية والافريقية واهمية العمل المشترك بين الجانبين.


5 – السفير / محمود درير

بدوره، قال السفير الاثيوبي لدى مصر محمود دريد ان العلاقات العربية - الافريقية تسبق فجر الاسلام، لافتا الى ان بعض الكتاب الغربيين كتبوا عن العرب ونشاطهم في تجارة الرقيق في افريقيا وكان ذلك واضحا في المناهج الدراسية لبعض الدول الافريقية.

واشار الى ان الغرب اختزل العلاقات العربية - الافريقية في هذا الجانب، ولم يتطرق الى موضوع نشر العرب للمسيحية من ثم الاسلام في افريقيا، مشيرا الى ان انتشار الاسلام لم يكن يوما دافعا لطمس هوية افريقيا.


أعلن رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر في ختام الجلسة الثالثة ان المجلس سيصدر كتابا خاصا يتضمن جميع المحاضرات التي القيت خلال المؤتمر والأوراق التي قدمها المشاركون وذلك للاستفادة منها وتوثيقها في مجلس العلاقات العربية والدولية.


المصدر : صحيفة الجريدة
التاريخ : 13-02-2013

أحدث القضايا

المزيد من القضايا >>